فصل: (سورة النحل: آية 3)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة النحل:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة النحل: آية 1]

{أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}.

.الإعراب:

{أتى} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف {أمر} فاعل مرفوع {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، {لا} ناهية جازمة {تستعجلوه} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.، والواو فاعل، والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول به {سبحان} مفعول مطلق لفعل محذوف، والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة {تعالى} فعل ماض مثل أتى، والفاعل هو {عن} حرف جرّ {ما} حرف مصدريّ {يشركون} مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل {ما يشركون} في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بـ {تعالى}.
جملة: {أتى أمر اللّه} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {لا تستعجلوه} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن طلبتم الأمر فلا تستعجلوه.
وجملة: {نسبّح} {سبحانه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تعالى} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يشركون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.

.الفوائد:

1- {أَتى أَمْرُ اللَّهِ} عبّر سبحانه عن المستقبل بالماضي إيذانا بوقوع أمره ولزوم تحقيقه، وهذه من لطائف بلاغة القرآن الكريم فتأمل.
2- تَعالى هذا الفعل ناقص التصرف وقد قيل: الفعل من حيث أداؤه معنى لا يتعلق بزمان أو يتعلق به قسمان: جامد ومتصرف.
لأنه إذا تعلق بزمان كان ذلك داعيا لاختلاف صوره لإفادة حدوثه في زمان مخصوص.
وإن لم يتعلق بزمان كان هذا موجبا لجموده على صورة واحدة.
من ذلك الترجي بواسطة الفعل عسى، والذم بواسطة الفعل بئس، وكذلك المدح بالفعل نعم، ثم التعجب، كل ذلك لا يختلف باختلاف الزمان، ولذلك كانت أفعاله جامدة، وهو إما أن يلازم صيغة الماضي مثل عسى وليس ونعم وبئس وتبارك وتعالى. أو صيغة المضارع، أو صيغة الأمر مثل هب وهات وتعال وهلمّ في لغة تميم.

.[سورة النحل: آية 2]

{يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاء مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}.

.الإعراب:

{ينزّل} مضارع مرفوع، والفاعل هو {الملائكة} مفعول به منصوب {بالروح} جارّ ومجرور حال من الملائكة أي مصحوبة بالوحي، {من أمره} جارّ ومجرور متعلّق بحال من الروح، والهاء ضمير مضاف إليه {على} حرف جرّ {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {ينزّل}، {يشاء} مثل ينزّل {من عباده} جارّ ومجرور حال من الموصول.، والهاء مضاف إليه {أن} حرف مصدريّ، {أنذروا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.، والواو فاعل {أن} حرف توكيد ونصب والهاء ضمير في محلّ نصب اسم أنّ {لا} نافية للجنس {إله} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود {إلّا} حرف استثناء {أنا} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر.
والمصدر المؤوّل {أن أنذروا} في محلّ جرّ بدل من الروح.
والمصدر المؤوّل {أنّه لا إله إلّا أنا} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنه لا إله إلّا أنا.. متعلّق بـ {أنذروا}.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {اتّقون} مثل أنذروا، والنون للوقاية، والياء المحذوفة مفعول به.
وجملة: {ينزّل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {أنذروا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {لا إله إلّا أنا} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {اتّقون} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الأمر كما ذكر من تنزّل الملائكة على الأنبياء فاتّقون.

.[سورة النحل: آية 3]

{خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}.

.الإعراب:

{خلق} فعل ماض، والفاعل هو {السموات} مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة {الأرض} معطوف على السموات بالواو منصوب {بالحقّ} جارّ ومجرور حال من فاعل خلق {تعالى عمّا يشركون} مرّ إعرابها.
جملة: {خلق} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تعالى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يشركون} لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ {ما}.

.[سورة النحل: الآيات 4- 8]

{خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دفء وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (8)}.

.الإعراب:

{خلق الإنسان} مثل خلق السموات، {من نطفة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {خلق}، الفاء عاطفة {إذا} فجائية {هو} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {خصيم} خبر مرفوع {مبين} نعت لخصيم مرفوع.
جملة: {خلق} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو خصيم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الواو عاطفة {الأنعام} مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي خلق الأنعام {خلقها} مثل الأول، و{ها} ضمير مفعول به، والفاعل هو اللام حرف جرّ و{كم} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {خلقها}، {في} حرف جرّ و{ها} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {دفء} مبتدأ مؤخّر مرفوع {منافع} معطوف على دفء بالواو مرفوع الواو عاطفة {فيها} مثل منها متعلّق بـ {تأكلون} وهو مضارع مرفوع.، والواو فاعل.
ويجوز أن يكون {لكم} حالا من دفء، و{فيها} خبر..
وجملة: {خلق} {الأنعام} لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق الإنسان.
وجملة: {خلقها} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {فيها دفء} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {منها تأكلون} لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
الواو عاطفة {لكم فيها جمال} مثل لكم فيها دفء، خبر مقدّم ومبتدأ مؤخّر، {حين} ظرف زمان منصوب متعلّق بجمال، {تريحون} مثل تأكلون الواو عاطفة {حين تسرحون} مثل حين تريحون.
وجملة: {لكم فيها جمال} لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
وجملة: {تريحون} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تسرحون} في محلّ جرّ بإضافة حين الثاني إليها.
الواو عاطفة {تحمل} مضارع مرفوع، والفاعل هي أي الأنعام {أثقالكم} مفعول به منصوب.، و{كم} ضمير مضاف إليه {إلى بلد} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تحمل} {لم} حرف نفي وجزم {تكونوا} مضارع ناقص ومجزوم وعلامة الجزم حذف النون.، والواو اسم تكون {بالغيه} خبر منصوب وعلامة النصب الياء.، والهاء مضاف إليه {إلّا} أداة حصر {بشقّ} جارّ ومجرور حال من الضمير المستكنّ في بالغيه {الأنفس} مضاف إليه مجرور {إن} حرف مشبّه بالفعل {ربّكم} اسم إنّ منصوب.، و{كم} ضمير مضاف إليه اللام المزحلقة {رؤف} خبر إنّ مرفوع {رحيم} خبر ثان مرفوع.
وجملة: {تحمل} لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
وجملة: {لم تكونوا بالغيه} في محلّ جرّ نعت لبلد.
وجملة: {إنّ ربّكم لرؤوف} لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
الواو عاطفة {الخيل} مثل الأنعام، الواو عاطفة في المواضع الأربعة {والبغال والحمير} اسمان معطوفان على الخيل منصوبان مثله اللام للتعليل {تركبوها} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.، والواو فاعل، و{ها} ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل {أن تركبوها} في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل خلق المقدّر.
{زينة} مفعول لأجله منصوب معطوف على محلّ المصدر المؤوّل {تخلق} مثل تحمل، والفاعل هو {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي تعلمونه {لا} نافية {تعلمون} مثل تأكلون.
وجملة: {خلق} {الخيل} لا محلّ لها معطوفة على جملة {خلق} الأنعام.
وجملة: {يخلق} لا محلّ لها معطوفة على جملة {خلق} الخيل.
وجملة: {تعلمون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.

.الصرف:

{الإنسان}، اسم معروف، أصله إنسيان لأن العرب قاطبة قالوا في تصغيره أنيسيان، فدلّت الياء الأخيرة على الياء في تكبيره، إلّا أنّهم حذفوها لمّا كثر في كلامهم، جمعه الناس، وإذا قالوا أنا سين فهو جمع بيّن مثل بستان وبساتين، وإذا قالوا أناسيّ كثيرا فخفّفوا الياء أسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل ولامه، يبيّن جواز أناسي، بالتخفيف، قول العرب أناسية كثيرة، والواحد إنسيّ وأناس، ووزن إنسيان إفعلان- بكسر الهمزة- من النسيان، وقد حذفت الياء فقيل إنسان.، وانظر الآية (8) من سورة البقرة.
{نطفة}، اسم لماء الرجل والمرأة، جمعه نطف بضمّ وفتح ونطاف بضم النون، ولا فعل للنطفة على رأي أبي زيد.
{دفء}، في المختار: الدفء نتاج الإبل وما ينتفع به فهو اسم، وهو السخونة اسم من دفئ يدفأ باب طرب وسلم، فالذكر دفئان والأنثى دفأى.
وفي المصباح لا يقال اسم الفاعل دفي ء وزان كريم بل وزان تعب، وفي القاموس الدفء بالكسر ويحرّك نقيض حدّة البرد، وزنه فعل بكسر فسكون.
{جمال}، مصدر جمل يجمل باب كرم، وزنه فعال بفتح الفاء والعين.
{أثقال}، جمع ثقل، اسم لمتاع المسافر، وزنه فعل بفتحتين، وأثقال وزنه أفعال.
{بلد}، اسم على وزن فعل بفتحتين، جمعه بلاد وبلدان.
{شقّ}، اسم لنصف الشيء، والمعنى على المجاز أيّ لم يكونوا بالغيه إلّا بنقصان قوّة النفس وذهاب نصفها، وفي المختار: الشقّ أيضا المشقّة، وقيل المفتوح الصدر والمكسور الاسم، وزنه فعل بكسر فسكون.
{الخيل}، انظر الآية (14) من سورة آل عمران.
{البغال}، جمع بغل، اسم للحيوان المتولّد بين الخيل والحمير، وزنه فعل بفتح فسكون.
{الحمير}، جمع الحمار اسم للحيوان المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء، ويجمع أيضا على أحمرة بفتح الهمزة وكسر الميم، وحمر بضمّتين، وحمور بضمّ الحاء وحمرات بضمّتين، ومؤنّثه بتاء.

.البلاغة:

التقديم: في قوله تعالى: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} وتقديم الإراحة على السرح، مع أنها متأخرة في الوجود عنه، لكونها أظهر منه في استتباع ما ذكر من الجمال وأتم في استجلاب الأنس والبهجة، إذ فيها حضور بعد غيبة، وإقبال بعد إدبار على أحسن ما يكون، ملأى البطون حافلة الضروع.

.[سورة النحل: آية 9]

{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاء لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (9)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {على اللّه} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {قصد} مبتدأ مؤخّر على حذف مضاف أي بيان قصد السبيل {السبيل} مضاف إليه مجرور الواو اعتراضيّة {من} حرف جرّ و{ها} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {جائر} مبتدأ مؤخّر مرفوع، وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي سبيل جائر الواو عاطفة {لو} حرف شرط غير جازم {شاء} فعل ماض، والفاعل هو ومفعوله محذوف أي هدايتكم اللام واقعة في جواب لو {هداكم} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.، و{كم} ضمير مفعول به، والفاعل هو {أجمعين} توكيد لضمير الخطاب في {هداكم}، منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {على اللّه قصد} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {منها جائر} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {شاء} لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: {هداكم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

.الصرف:

{قصد} مصدر قصد بمعنى إقامة السبيل أو تعديل السبيل وليس مصدر قصدته بمعنى أتيته، وهو مصدر يوصف به.. يقال سبيل قصد بمعنى قاصد أي مستقيم كأنّه يقصد الوجه الذي يؤمّه السالك لا يعدل عنه، وزنه فعل بفتح فسكون.
{جائر}، اسم فاعل من جار يجوز أي حاد عن الاستقامة، وزنه فاعل، وفيه إبدال حرف العلّة الواو همزة لمجيئه بعد ألف فاعل، وهذا شأن اسم الفاعل من كلّ فعل معتلّ أجوف.

.[سورة النحل: آية 10]

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماء ماء لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)}.

.الإعراب:

{هو} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر {أنزل} فعل ماض والفاعل هو {من السماء} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أنزل}، {ما} مفعول به منصوب اللام حرف جرّ و{كم} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم، {من} حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من شراب {شراب} مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة {منه شجر} مثل منه شراب ومعطوف عليه {فيه} مثل منه متعلّق بفعل {تسيمون} وهو مضارع مرفوع.، والواو فاعل.
جملة: {هو الذي} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنزل} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {لكم منه شراب} في محلّ نصب نعت لماء.
وجملة: {تسيمون} في محلّ رفع نعت لشجر.

.الصرف:

{شجر}، اسم جمع واحدته شجرة، وهو ما قام على ساق من نبات الأرض، وجمع شجر أشجار وشجراء وجمع شجرة شجرات ووزن شجر فعل بفتحتين.